كتب شريف العصفوري :
لأن السفن التجارية البخارية تحتاج إلى الفحم ، كانت هناك أرصفة في كل ميناء تسمى "Bunker Quay " مخصصة لتدوال الفحم ، في بورسعيد حيث لا مناجم للفحم ، كان الفحم يأتي بالسفن من موانئ تصدير الفحم في بريطانيا أو الهند حسب الشركات العاملة و قوانين السوق ، و كان التحميل و التفريغ نصف آليا بواسطة أوناش كباشة "Bucket Cranes " .. و نظرا لضرورة العمل تحت ضغط الوقت ، كانت نسبة من الفاقد تسقط من الكباش أو الحلة إما على الرصيف أو في ماء الميناء ، نظرا لإزدحام مجرى القناة بالسفن كانت تلك تتزود بالفحم بواسطة صالات "Barges " و كانت عملية الفاقد تتكرر في شحن الصالات . تموين السفن بالفحم من الصالات كان يدويًا كلية ! ..
كانت مهنة "الفحام" Coal Heavers هي حمل الفحم من الصال إلى السفن .. إضافة إلى مهنة أخرى و هي الشكرجية أو الشكرتية الذين يغطسون في الماء بوسائل بدائية لتجميع الفحم من قاع القناة أو الأرصفة .
كانت المهنتين "الفحامين" و "الشكرجية" تدر عائدًا كبيرًا لصاحب العمل أو حتى مقاول الأنفار "الخولي" أم الأنفار فقد كانوا في قاع سلم سوق العمل . و المرجع المذكور تعرض إلى أول إضراب لعمال في مصر و قد كانوا الفحامين في سنة 1885 . هذا و قد توقفت السفن عن إستعمال الفحم تدريجيا من أوائل الحرب العالمية الأولى.
إكتشفت أثناء البحث أن مهنة إنتقاء الفحم من قاع البحر Coal Divers مازالت موجودة في دولة فقيرة مثل "ميانمار" .. و هاهي صور لطريقة الغطس لإنتشال الفحم الغارق .
الصور : ميناء فحم قديم ، ثم ميناء حديث هوانجهوا بالصين لتصدير الفحم، صورة للفحامين في القناة ، ثم بحارة سفينة حربية
يسقطون الفحم ، ثم الصور الملونة لشكرجية بميانمار .
المراجع :-
Workers on the Nile: Nationalism, Communism, Islam, and the Egyptian Working ...
von Joel Beinin,Zachary Lockman
شريف العصفوري
مايو 2014م.